روائع مختارة | روضة الدعاة | السيرة النبوية | مواقف نبوية.. مع الأطفال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > السيرة النبوية > مواقف نبوية.. مع الأطفال


  مواقف نبوية.. مع الأطفال
     عدد مرات المشاهدة: 3174        عدد مرات الإرسال: 0

شاء الله تبارك وتعالى بحكمته وفضله أن يختار نبيه محمداً ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  من بين البشر، ويصطفيه ويخصه بما لم يخص به أحداً من العالمين.

حتى كان ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  قدوةً للناس في كل شيء، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب: 21) . .

فإن نظرت إلى رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  نبياً ورسولاً، وجدته أفضلهم وخاتمهم، وإن نظرت إليه معلماً وجدته أحسن الناس تعليماً وأفصحهم بيانا، وإذا نظرت إليه زوجاً وجدته خير الأزواج لأهله، وأحسنهم معاشرة ومعاملة. .

وإن نظرت إليه مقاتلاً، وجدته المقاتل الشجاع، الذي لا يقوم له شيء، ويتقي به أصحابه في الحروب. . وإن نظرت إليه في مواقفه مع الأطفال، وجدته أحسن الناس تربية، وأكثرهم عطفاً وحناناً. .

وهذه عدة مواقف من سيرته العطرة - صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال، تبين مدى حبه ورحمته بالأطفال: 

مع ابنه إبراهيم: 

عن أنس بن مالك ـ  رضي الله عنه ـ  قال: (دخلنا مع رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  ، على أبي سيف القَيْن، وكان ظِئْراً لإبراهيم ـ  عليه السلام ـ  ، فأخذ رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  تذرفان فقال له عبد الرحمن بن عوف ـ  رضي الله عنه ـ :  وأنت يا رسول الله؟ ! ،

فقال:  يا ابن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى، فقال ـ  صلى الله عليه وسلم ـ :  إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) (البخاري) . .
القيْن:  الحداد، والظئر: المرضعة، وكانت زوجته ـ  أم سيف ـ  ترضع إبراهيم. .

وفي رواية مسلم يقول أنس:  (والله ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  ) . .

مع ـ  حفيديه ـ  الحسن والحسين: 

عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال:  (خرج علينا رسول الله ـ  صلى الله عليه و سلم ـ  في إحدى صلاتي العشي، الظهر أو العصر، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي ـ  صلى الله عليه و سلم ـ  فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها.

قال: إني رفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله ـ  صلى الله عليه و سلم ـ  وهو ساجد فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  الصلاة، قال الناس يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها، حتى ظننا انه قد حدث أمر أوانه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني (ركب على ظهري) فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) (أحمد) . .

وعن أبى هريرة ـ  رضي الله عنه ـ  أن الأقرع بن حابس أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - يقبل الحسن، فقال:  (إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:  إنه من لا يَرحم لا يُرْحم) (مسلم) . .

وعن أبي هريرة ـ  رضي الله عنه ـ  قال:  (خرج النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة، فقال:  أثم لكع أثم لكع (أين الحسن) ؟ ! . . فحبسته شيئا(أخرته) فظننت أنها تلبسه سخابا(قلادة) أو تغسله، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله، وقال:  اللهم أحبه وأحب من يحبه) (البخاري) . .

وهكذا كان الرسول ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  يأخذ من وقته لحفيده، يذهب إليه ويتعهده ويقبله، ويضعه في حجره ويدعو له. .

موقفه مع ابن أبي موسى الأشعري: 

عن أبي موسى ـ  رضي الله عنه ـ  قال:  (وُلِد لي غلام فأتيت به النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليَّ. . ) (البخاري) . .

وكان هذا الولد أكبر أولاد أبي موسى الأشعري، فكان من عادة أصحاب النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  إذا وُلِد لأحد منهم ولد أن يأتي به إلى رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  فيأخذه النبي ويقبله، ويضمه إليه، ويدعو له بالبركة. .

مع أبي عمير: 

عن أنس ـ  رضي الله عنه ـ  قال: (كان لي أخ يقال له أبو عمير، كان إذا جاءنا رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  قال: يا أبا عمير، ما فعل النُغير(طائر صغير) ) (البخاري) . .

ومع اشتغال النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  بأمور الجهاد والدعوة والعبادة وأمور الناس إلا أنه كان يلاطف أطفال الصحابة، ويدخل السرور عليهم ـ  ، ويسأل الطفل عن طائره. . وهو مَنْ هو ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  في علو منزلته وعِظم مسؤولياته. .

تقديم النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  للطفل في حقه:

عن سهل بن سعد ـ  رضي الله عنه ـ :  (. . أن رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  أُتِيَ بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟، فقال الغلام: لا، والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا، قال: فتلَّه (وضعه في يده) رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  ) (البخاري) . .

وفي ذلك إشارة من النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  بالاهتمام بالطفل، والتأكيد على إعطائه حقه، وإشعاره بقيمته، وتعويده الشجاعة وإبداء رأيه في أدب، وتأهيله لمعرفة حقه والمطالبة به. .

موقفه ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  مع الغلام اليهودي:

عن أنس بن مالك ـ  رضي الله عنه ـ  قال:  (كان غلام يهودي يخدم النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  فمرض، فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له:  أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال:  أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار) (البخاري) . .

وفي ذلك دلالة على حرص النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  على الطفل، ورحمته وشفقته به ولو كان كافرا. .

مع حفيدته أمامة بنت أبي العاص: 

لما ماتت أمها زينب أشفق النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  عليها وحنَّ لها، فكان يخرج بها أحياناً إلى المسجد فيحملها وهو في الصلاة، فإذا سجد وضعها على الأرض، وإذا قام حملها على كتفه ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  . .

عن أبي قتادة الأنصاري ـ  رضي الله عنه ـ  أن رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ :  (كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  ، و لأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها) (البخاري) . .

موقفه مع أم خالد: 

عن أم خالد بنت خالد ـ  رضي الله عنها ـ  قالت:  (أُتِيَ النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال:  من ترون أن نكسو هذه؟ ، فسكت القوم، فقال: ائتوني بأم خالد، فأتي بها تُحْمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها، وقال:  أبلي وأخلقي. . وكان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال:  يا أم خالد هذا سناه(حسن) ) (البخاري) . .

وكان العرب في الجاهلية يترقبون الأولاد، للوقوف إلى جانبهم ومساندتهم، أما البنت فكان التخوف من عارها يحملهم على كراهتها، حتى بعث الله نبينا ـ  صلى الله عليه وسلم - ، فحفظ للبنت حقوقها وأكرمها.

ووعد من يرعاها ويحسن إليها بالأجر الجزيل، وجعل حسن تربيتها ورعايتها والنفقة عليها سبب من الأسباب الموصلة إلى رضوان الله وجنته، حتى قال النبي ـ  صلى الله عليه وسلم -:  (من عال جارتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه) (مسلم) . .

وقال ـ  صلى الله عليه وسلم ـ :  (من عال ابنتين أو ثلاث بنات، أو أختين أو ثلاث أخوات، حتى يمتن أو يموت عنهن، كنت أنا وهو كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى) (أحمد) . .

إن الناظر في سيرة وأحاديث النبي ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  يجد أنه أعطى الطفل نصيبا من وقته، وجانبا كبيرا من اهتمامه، فكان ـ  صلى الله عليه وسلم ـ  مع الأطفال أباً حنونا، ومربياً حكيما، يداعب ويلاعب، وينصح ويربي. .

فمرحلة الطفولة هي أخصب وأهم فترة يمكن للمربي أن يغرس فيها المبادئ والقيم. . وفي حياة النبي ـ  صلى الله عليه وسلم- مواقف كثيرة ـ  تعليمية وتربوية ـ  ، تحتاج إلى وقفات من المعنيين بشأن التربية والإصلاح، لاستخراج فوائدها، وقطف ثمارها، والاقتداء بها، والتعامل من خلالها مع أطفال اليوم ورجال الغد والمستقبل. .

المصدر: موقع إسلام ويب